الذكاء الاصطناعي في العالم العربي يفتح آفاقًا جديدة رغم التحديات

يشهد الذكاء الاصطناعي في العالم العربي تطورا سريعا حيث أصبح استعماله جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية لقد اصبح استعمال ادوات الذكاء الاصطناعي في الوطن العربي فعالة في جميع القطاعات من التعليم والصحة إلى الأعمال وحتى اقتراح مشاريع اقتصادية و تحليل البيانات ورغم التطور الملحوظ في استعمال أدوات الذكاء الاصطناعي في بعض الدول العربية إلا أن استخدامه لا يزال يواجه تحديات تقنية وثقافية و يحتاج إلى بنية تحتية.
ومن خلال هذا المقال نستعرض واقع الذكاء الاصطناعي في الدول العربية بين فرص والتحديات مع تسليط الضوء على خبرات مميزة لبعض الدول العربية.
ماهو الذكاء الاصطناعي؟
الذكاء الاصطناعي كما هو معروف فرع من فروع علوم الحاسوب يحتوي على أنظمة و برامج متطورة تنافس قدرات الذكاء البشري مثل الفهم التحليل التعليم واتخاذ قرارات والتفاعل وتنفيذ مهام معقدة مثل الترجمة الفورية وتحليل البيانات و قيادة السيارات. ببساطة هو قدرة الآلة في التفكير بطريقة تشبه قدرات عقل الإنسان وتنفيذ مهمات تختلف صعوبتها فالذكاء الاصطناعي في الدول العربية أصبح جزءا أساسيا نجده في حياتنا اليومية من الهواتف الذكية إلى الخدمات الحكومية وجميع المجالات.
تأثير الذكاء الاصطناعي على الدول العربية
انتشر الذكاء الاصطناعي في الدول العربية بقوة سواء من خلال استخدام الشخصي أو في الدوائر الحكومية فقد أصبحنا نشهد اعتمادا متزايدا على التقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم ونظام الصحي والأمن وتحسين مستوى الخدمات في الدوائر الحكومية وفي جميع المجالات.
تخطط بعض الدول العربية الى دمج الذكاء الاصطناعي في خططها المستقبلية لتحسين الخدمات وتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية على سبيل المثال الإمارات والسعودية تقدمت بخطوات كبيرة في تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي وتوفير البنية التحتية و الدعم في هذا المجال والاجتهاد في تطوير القوانين التشريعية مناسبة لحماية البيانات و حقوق و الخصوصية,
ابرز التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي في العالم العربي
من بين أبرز التحديات التي تعيق انتشار الواسع للذكاء الاصطناعي في الدول العربية هو نقص الكفاءات وقلة الخبرة في هذا المجال كما تعاني الكثير من الدول العربية من عدم وجود البنية التحتية الرقمية تدعم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال كما ان سرعة الانترنت تلعب دور في ضعف استعمال الذكاء الاصطناعي في هذه الدول.بحسب تقرير اليونسكو، فإن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية ما زالت تواجه تحديات تشريعية وتقنية كما أن غياب الواضح لهذه القوانين قد تحدث مشاكل تتعلق بالخصوصية و استخدام البيانات و المساءلة القانونية.
الفرص المستقبلية للذكاء الاصطناعي في الدول العربية
اذا تم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الدول العربية واستغلاله بالشكل الصحيح سيحمل معه فرصا قوية لتطوير الاقتصاد والعديد من المجالات المهمة ومن أبرز هذه الفرص:
- تطوير قطاع التعليمي بإنشاء منصات تعليمية لتحسين أداء الفرد الواحد ورفع جودة التعليم.
- تحسين الرعاية الصحية بتشخيص الأمراض عن طريق الذكاء الاصطناعي بدقة أكبر.
- استعمال الذكاء الاصطناعي في تقليل التكاليف و زيادة الانتاجية و خاصة في التجارة الإلكترونية والخدمات البنكية.
- تقديم خدمات لتطوير المدن الذكية وذلك عن طريق تحسين حركة المرور وإدارة الطاقة ومراقبة البيئة.
- تقديم خدمات بلدية ذكية و سريعة للمواطنين لتسهيل كل المعاملات الإدارية.
- تمكين اللغة العربية رقميا وذلك بتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي ليعزز المحتوى العربي الرقمي.
نتائج إيجابية عن بدء تعليم الذكاء الاصطناعي في العالم العربي
تعتبر الإمارات من الدول العربية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي فهي تهدف الى إدماج الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات كاستخدام الذكاء الاصطناعي في مطارات دبي لتسريع إجراءات السفر.
حيث تم إطلاق جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتدريب الكفاءات المتخصصة.
كما أطلقت السعودية الاستراتيجية الوطنية للبيانات و الذكاء الاصطناعي ضمن رؤية 2030 من بين أكبر 15 دولة في هذا المجال.
أما قطر فقد أنشأت مركزا متقدما للأبحاث الذكاء الاصطناعي داخل الجامعة حمد بن خلف و كما تم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال النقل والطاقة.
كما بدأت مصر في إدخال الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة والتعليم وأطلقت أول استراتيجية وطنية في عام 2019.
يلعب الذكاء الاصطناعي في دول العربية دورا كبيرا ويؤثر بشكل قوي للتغيير في جميع المجالات الحياة على صعيد الشخصي أو المؤسسات الحكومية او الخاصة وهذا ما رأيناه في بعض الدول العربية حيث حققت نتائج إيجابية وملموسة يعكس الاستعداد لمواكبة التحول العالمي.
ولكن مازالت العديد من الدول العربية في أول الطريق تواجه تحديات تتطلب الإرادة و الاستمرارية و تبادل الخبرات مع دول عربية سباقة في مجال الذكاء الاصطناعي حيث متوقع زيادة تأثير الذكاء الاصطناعي على ملامح العالم العربي في عام 2025.
في الاخير اصبح الذكاء الاصطناعي في الدول العربية أدوات مهمة و ضرورية لمواكبة العالم و المستقبل في جميع المجالات.